رأى الخبير الإسرائيلي مناحيم كلاين، المحاضر في العلوم السياسية في جامعة بار ايلان، في مقال نشره امس في صحيفة 'هآرتس' انّه في ظل الثورات في العالم العربي وانسداد الافق امام الفلسطينيين، وادراكهم ان الخلاص لن يكون عن طريق الولايات المتحدة الامريكيّة فان مسألة اندلاع انتفاضة لا تنقصها الا شرارة لاشعالها.
وكتب الخبير الاسرائيليّ ايضا انه اذا نال جنوب السودان وتيمور الشرقية استقلالهما قبل الفلسطينيين، فان ذلك يعني ان خطبا ما قد حصل، فمن غير الممكن المقارنة بين مكانة هذه المناطق، وبين المكانية الدينية والدولية لفلسطين و قال إن الفلسطينيين يدركون الخلاص لن يأتي عن طريق الولايات المتحدة فهي لا تدعم رئيس السلطة، ابو مازن، رغم التنازلات الكبيرة التي قدّمها، في حين كشفت وثائق فضائية (الجزيرة) القطريّة مدى التنازلات التي قدمها عباس في المفاوضات مع اسرائيل، ولكنه لم يتلق اية مساعدة من واشنطن. وكأنما لم يكن ذلك كافيا، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار ادانة الاستيطان في مجلس الامن، وذلك بعد ان اذاقهم نتنياهو العلقم، وقام بتوسيع المستوطنات في القدس وفي سائر انحاء الضفة الغربية. ويتابع الكاتب ان احداث الاسابيع الاخيرة تشير الى ان التنازلات السياسية لا تجلب الدعم الامريكي، وانما انتفاضة غير عنيفة من قبل المواطنين.
ويشير في هذا السياق الى انّ عباس قد عارض بشدة الاقتراحات التي طرحت في دوائر مختلفة لتنظيم انتفاضات شعبية غير عنيفة، وعملت قيادة السلطة الفلسطينيّة والحرس القديم من حركة فتح على فرض قيود واحتواء المظاهرات الاسبوعية التي تجري في بلعين وقرى اخرى، فهم لم يخشوا من صعود منافسين سياسيين فحسب، وانما من التوجه نحو مواجهات عنيفة ستجلب للفلسطينيين الضرر، مثلما حصل في الانتفاضة الثانية. واشار الباحث كلاين الى انّ عدم الارتياح في الشارع الفلسطيني كبير جدا. فاليأس من العملية السياسية ومن اسرائيل والولايات المتحدة يشمل دوائر واسعة. ويشير الى وجود بنية تحتية تكنولوجية في المجتمع الفلسطيني، وفي الوقت نفسه يشير الى انه في اماكن اخرى حركت شبكة الانترنت والهواتف الخليوية المظاهرات الحاشدة، ويلفت الى انّ المجتمع الفلسطيني هو مجتمع شباب انسدت الافاق في وجوههم بسبب الاحتلال.